مريم، أمّ الرحمة، تقودنا إلى رحمة الله العظيمة

في خضمّ كلّ ما نعيشه، وكلّ ما يدور حولنا من مخاوف ومصائب وحروب، الظاهرة منها والخفيّة، تأتي مريم لتقف في قلب العالم، في قلب الكنيسة ومع الكنيسة، حاملةً إلينا ابنها الحبيب، ربّنا وإلهنا ومخلّصنا الوحيد يسوع المسيح الذي يُظهر لنا محبّة الله الرحيمة.

تأتي مريم، أمّ الرحمة، لتصلّي معنا حاملةً السلام الذي نبحثُ عنه، ولتقودنا إلى رحمة الله العظيمة ومحبّته التي تشمل تاريخ البشريّة جمعاء.

تدوّي أمامنا كلمات قداسة البابا فرنسيس، الذي لا ينفكّ يشدّد أكثر فأكثر على كلام الانجيل وتعليم الآباء القدّيسين والكنيسة الجامعة، ويقول: “مريم، الأمينة لمعلّمها، الذي هو ابنها، الفادي الوحيد، لم تشأ يوماً أن تأخذ شيئاً من ابنها. لم تظهر يوماً على أنّها شريكة بالفداء. كلا، بل تلميذة. لم تأخذ لنفسها أبداً شيئاً من ابنها، لأنّها أمّ” (من عظة لقداسة البابا فرنسيس في عيد سيّدة غوادالوبي، 12 كانون الأوّل 2019).

وهذه هي حقيقية مريم، هي أمّنا التي أعطانا أيّاها الربّ يسوع على الصليب؛ هي تلميذة المعلّم ومدرسة في الإيمان التي تعلّمنا كيف نسمع لابنها ونطيعه؛ هي صورة الكنيسة التي تسير مع كنيسة ابنها في مسيرة تحقيق بناء ملكوت الله. مريم لا تنفصل بتاتاً عن الكنيسة، بل هي حاضرة دائماً في قلبها، تصلّي معنا، تتضرّع من أجلنا، تتشفّع لنا من أجل أن تتحوّل كلّ شرور هذه الأرض إلى الخير بنعمة الله.

 

لنصلّي مع مريم ومع الكنيسة ونطلب من الله أن يعطينا النّعم التي نحن بحاجةٍ إليها لكي نحبّه أكثر ونعرفه أكثر ونكرّس له حياتنا في المحبّة والخدمة والرسالة. وهذه هي رسالة راديو مريم، الأمين لكنيسة المسيح، لأنّ مريم لا تنفصل بتاتاً عن كنيسة ابنها، في أنّ ينشر سلام القائم من الموت في عالمٍ يحتاج يوماً بعد يوم أن يسمع صوت البشارة المسيحيّة.

 

نعم، مريم هي أمّ الرحمة، هي أمّنا الحنون، ولكن، مع حبّنا وإكرامنا لمريم العذراء، لا يجب أن ننسى أبداً أنّ “رحمة الله على قدر عظمته” (سفر يشوع بن سيراخ 2: 18). هو الأب الحنون، المُحِبّ، الذي يريد أن يخلّص الخاطئ لا أن يهلكه. فلننبذ كلّ الصور الخاطئة الغير مسيحيّة التي تجعل من الله إلهاً قاسياً غضوباً يريد أن يقاصص البشر على خطاياهم. فلنصلِّ من أجل توبتنا اليوميّة كلّ يوم من أيّام حياتنا، ولنردّد مع مريم ما قالته في نشيدها: “قدّوسٌ اسمهُ ورحمتهُ من جيلٍ إلى جيل للّذين يتّقونه” (إنجيل لوقا 1: 49-50).

راديو مريم - البث المباشر


This will close in 20 seconds