بقلم سمعان داود

كثيرة هي الندوات واللقاءات والبرامج التي تحدثت وتتحدث عن التحديات التي تواجه المسيحيين في الشرق الأوسط، لذا أضع بين يديكم أهم التحديات التي تواجه بقاء المسيحيين في بلدان المشرق وخاصة الشرق الأوسط:  

1- تحديات اقتصادية:

الوضع الاقتصادي المتردي في الشرق الأوسط لأسباب عدة، فمثلا الحرب في سورية والعقوبات الاقتصادية الجائرة والغير المنصفة جعلتها من أفقر دول العالم، أما في لبنان العجز المالي والتضخم الحاصل في االعملة المحلية جعل اللبنانيين يفقدون الأمل في حياة اقتصادية مستقرة. أضف لكل ذلك الحرب في أكرانيا وتداعياتها الاقتصادية السلبية والبطئ في النمو الاقتصادي العالمي والشرق الأوسطي.  

2- تحديات اخلاقية:

لا يغفو على أحد الغزو الموجه ضد المبادئ والمفاهيم والتقاليد المسيحية منذ سنوات عدة (خاصة في أوروبا) والتي بدأت تتمدد في منطقة الشرق الأوسط، أفكار غريبة بدأت تدخل في مجتمعاتنا وتغزو عائلاتنا غايتها ضرب الكنيسة من خلال ضرب الوحدة الأسرية وخلق مفاهيم غريبة عن الزواج والحب. فالمسيحية في الشرق الأوسط لها جذور ضاربة في العمق. فيها ولد المسيح ومنها انطلقت إلى العالم، لذا علينا المحافظة على مسيحيتنا وعلى شرقيتنا التي بدأت منذ فجر المسيحية حتى عصرنا الحالي.

3- تحديات الهجرة:

دراما الهجرة المسيحية مازال مستمر وعدد المسيحيين آخذ بالتناقص. ما يمر به شرقنا الأوسط من حروب (سورية – العراق)، وارهاب كداعش وغيره من التنظيمات المتطرفة، وعنف في مناطق عدة ضد المسيحيين في مصر.

فالهجرة لها أخطار عدة من بينها الاختلال في الطبيعة السكانية للمنطقة، من جهة تفريغ الشرق من مسيحييه هذا سيشكل فجوة لن تمر من دون ارتدادات سلبية، لأنه سيؤدي حتما إلى تغيير في البنية الديموغرافية للمنطقة وبالتالي سنشهد تغييرا في البنية الاجتماعية والثقافية والاخلاقية وحتى الاقتصادية.

من جهة أخرى المسيحي المشرقي المهاجر سيواجه مجتمعات جديدة ومختلفة بكل المقاييس (اخلاقية واجتماعية خصوصا في المجتماعات الغربية) عن مكان نشأته وهو تحدي ليس بسهل إن كان من الناحية النفسية أومن الناحية الإيمانية.

4- تحديات التكنولوجية:

كما أن للتكنولوجية جوانب ايجابية عديدة إلا أننا لا ننكر الجوانب السلبية وما تسببه المديا (وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي) بصورة عامة من أمور تسبب الادمان والسير نحو الانحطاط الاخلاقي والممارسات الغير الطاهرة، لذا علينا أن نتنبه لمخاطر هي الوسائل التي هي ليست بديل عن وجودنا في حياة اولادنا ولا نجعلها تشتت انتباهنا عن الاهتمام بهم وتأخذنا إلى عالما افتراضي خالي من المشاعر والحب والحنان،لذا أرجوكم كونوا أيها الأهل مثالا صالحا لأبناءكم من خلال التعامل السليم مع هذه الوسائل.

فالمسيحي وكما أجاب يسوع الكاتب الذي سأل أن يتبعه «لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ» (متى 8: 20).

فالقلب الواثق بوعود ربنا يعيش باستمرار بشكل مطمأن، وستبقى سبب أطمئنانه، لأن وعود الله لنا هي: لا يقع بك أحد ليؤذيك لأني أنا معك (أعمال الرسل 18: 10)، َيُحَارِبُونَكَ وَلاَ يَقْدِرُونَ عَلَيْكَ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ، لأُنْقِذَكَ (أرميا 1: 19)

كن أيها المسيحي على ثقة من أن الرب معنا، فهو الذي قال لنا: َهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمين.

أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ

11 سبتمبر 2023

راديو مريم - البث المباشر


This will close in 20 seconds