بقلم سمعان داود
كيف هو وضع المسيحيين في أرمينيا وخصوصا في أقليم كاراباخ؟ وما هو وضع المسيحيين في القامشلي؟
هذا كان محور اللقاء الذي أجريته مع صاحب السيادة المطران أنترانيك أيفازيان أسقف أبرشيّة الجزيرة والفرات السوريّة للأرمن الكاثوليك ومدير راديو مريم أرمينا.
– كيف هو الوضع في أرمينا؟
ارمينيا هي الدولة الأولى التي اعتنقت المسيحية عام 301 م، فقد عرفت المسيح منذ القرن الأول عن طريق الرسولين برتلماوس وتادويوس. أرمينيا بلد الشهداء منذ القرن الأول حتى القرن العشرين الذي تكلل بإبادة أكثر من مليون ونصف المليون بسبب الدين. وفي ظل العهد الشيوعي السوفيتي عانت من اغلاق الكنائس ودمار البعض منها وتم نفي العديد من رجال الدين الى سيبيريا. مع كل هذا حافظ الشعب على الايمان.
اليوم أرمينيا تعاني الكثير والمسيحية مهددة بشكل مختلف، هي محاطة بدول معادية للمسيحية وللأسف دول عظمى فضلت ترك أرمينيا لمصيرها الحالي، حيث تعرضت ومازالت تتعرض لهجوم كاسح من أكثر من دولة وتهجير قسري لسكان أقليم كاراباخ (آرتساخ) الذي افرغ من سكانه ولم يحتج أحد إلا بالكلام، نحن الأرمن مصيرنا وقدرنا أن نتألم من أجل المسيح.
راديو مريم في أرمينا هو الصوت الوحدوي، هو صوت الكنيسة الجامعة، فهو يبث برامج وعظات لكهنة ليسوا كاثوليك، حتى ان عميد كلية اللاهوت في أرمينيا يتوجه للمستمعين وكانه أحد أعضاء الراديو فالجوهر واحد ويسوع المخلص هو الذي يوحدنا.
– حدثنا عن القامشلي والجزيرة؟
بدايةَ وضع المسيحيين في القامشلي صعب للغاية، لقد حلت بنا مصيبة الهجرة (كباقي أبناء سورية)، حيث هاجر العديد إلى دول أوروبا.
على الصعيد الكنسي نحن في القامشلي نعيش حياة الوحدة بكل أطيافها، نجتمع دوريا أساقفة وكهنة مع بعضنا البعض ولافرق بيننا، نتساعد ونحل أمورنا سويا، وهذا الاحترام والمساواة يراها الناس.
أما على الصعيد الاجتماعي فقد هُجرت العديد من جماعاتنا المسيحية، وتعرضت كنائسنا لدمار تام في كل من البوكمال ودير الزور، ونهبت في مدينة رأس العين والدرباسية. استطعنا الحفاظ على كنائسنا فقط في كل من الحسكة والقامشلي، حيث نقوم بمساعدة جميع الناس بدون تمييز منطلقين من انجيل السامري الصالح.
في عام 2012 تواجهت مع جماعة داعش وبفضل عمل المحبة والمسامحة استطعت جعلهم يتركون المستشفى التي تعود لطائفة الأرمن في القامشلي والتي احتلوها لفترة من الزمن. لم نواجه العنف بالعنف بل بالمحبة حيث قالوا لنا أننا كن نجهل من أنتم ولكن بعد أن عرفناكم فنحن نحترمكم لأنكم تحترمون من هم ليسوا من دينكم.
للأسف هؤلاء كانوا يجهلون المسيح ومن يعرف المسيح لا يمكن أن يكون شرير.
للاستماع الى المقابلة، إضغطوا على الرابط التالي: