ولد هذا البار في روما في أواخر القرن الخامس، من أسرة شريفة يتصل نسبها بالملك قسطنطين الكبير. ونشأ على حب الفضيلة والشفقة والسخاء على الفقراء. زهد في الدنيا وباع املاكه الواسعة في روما ووزع ثمنها على الفقراء وسار الى القسطنطينية حيث عكف في منسك على الصوم والصلاة والتأمل وقراءة الكتاب المقدس.
فاشتهرت قداسته ولمعت فضائله، على رغم عيشته الفقرية واخفائه نسبه الشريف فعرف به القديس ميناس بطريرك القسطنطينية، فاستدعاه اليه ورقاه الى درجة الكهنوت، مُكرَهاً بأمر الطاعة، واقامه رئيساً على كهنة كاتدرائيته. فازداد غيرة وشفقة على الفقراء، يعالجهم مجاناً، لانه كان يحسن الطب، فكان طبيباً للنفوس والاجساد معاً، جاعلاً بيته ملجأ للجميع.
وقد أبرأ الملكَ من مرض عضال، كان الاطباء عجزوا عن شفائه. فأنشأ له الملك مستشفى لمعالجة المرضى ومساعدة الفقراء، ولا سيما الغرباء منهم، يعنى بهم عناية خاصة. لذلك لقب “بمضيف الغرباء”. وما زال على جهاده هذا الحسن، الى ان رقد بالرب سنة 548. وقد منحه الله موهبة صنع العجائب في حياته وبعد مماته. صلاته معنا. آمين.