ولد فنطيوس في روما. وكان وثنياً من اسرة شريفة، ابوه مرقس من رجال الندوة في المدينة. ويروى أن أمه وهي حبلى به، دخلت هي وابوه هيكل زوش ليقدما ضحية. فصرخ الشيطان بفم كاهن زوش، قائلاً” ان هذه المرأة، تحمل جنيناً سيهدم يوماً هذا الهيكل. فما سمعت المرأة هذا الصوت حتى اشمأزت واعتراها الخجل. فخرجت من الهيكل وأخذت حجراً ضربت به بطنها قائلة:” خير لي أن أموت انا وهذا الجنين. من أن يهدم هيكل زوش الاله”. ولما ولدت دعت الطفل فنطيوس وارادت أن تخنقه، فمنعها زوجها وقال لها:” دعي زوش يقتله”.
فشب الغلام ومر يوماً امام منزل للمسيحيين فسمع صوتاً من الداخل يقول:” آلهة الامم فضة وذهب صنعها أيدي البشر، أما نحن فالهنا في السماء وكل ما شاء صنع”. فتأثر وارتاح الى ما سمع وتشجع ومست النعمة قلبه. فطلب ان يعرف هذا الاله الذي هو في السماء. فقرع باب المنزل وكان هناك البابا يونسيانوس فاستقبله بلطف وحنان ابويين وعلمه قواعد الايمان المسيحي فآمن واعتمد. وأخذ يبشر بإيمان المسيح وعن يده اهتدى ابوه مرقس الى الايمان فكسر أصنامه ومات مسيحياً، وخلفه في الندوة ابنه فنطيوس. وعندئذ تمكن من أن يرد الى الايمان القويم الملك فيلبوس وابنه. وبذلك هدأ الاضطهاد عن المسيحيين وعن الكنيسة.
فأخذ فنطيوس يهدم هياكل الاصنام ومنها هيكل زوش، فتمت النبوءة فيه. أما بعد ان مات الملك فيلبوس سنة 249، وخلفه واليريانوس، فقام هذا يجدد الاضطهاد على المسيحيين وأمر بالقبض على القديس فنطيوس وربطه وثقله بالقيود، فانحلت حالاً. فغضب الملك وأمر بطرحه للوحوش التي أغضت عنه وهجمت على الوثنيين فافترست منهم عدداً وافراً، حينئذ أمر الملك بقطع رأسه، فتكلل بالشهادة نحو سنة 257. صلاته معنا. آمين.