هي فتاة ايطالية رائعة الجمال غنية بالمال. أعرضت عن بهارج الارض وأمجادها وعلِقت نفسُها بالسماء وبمحبة السيد المسيح. علم بها كونتيانوس القنصل الروماني، وكان فظّ الاخلاق فاسقاً. فأخذ يراودها وهي تنفر منه، فاوقفها بحجة انها مسيحية وأودعها السجن معلّلاً النفس بانقيادها اليه صاغرة. فاستمرت صامدة بوجهه صمود اللبوءة الجبَّارة.

فاعادها اليه وسألها: مَن أنت وما هي هويتك؟ أأنت أمة أم حرة؟… فأجابت: أنا حرة ومن اسرة شريفة، لكنني انا أمة المسيح ولي الشرف الاسمى بخدمة الاله الحقيقي. فقال: ألسنا نحن من الشرفاء نعرف الآلهة وشرفها؟… فقالت له: لقد اضعتم شرفكم واصبحتم عبيداً للخطيئة ولآلهة صماء من خشب وحجر. فغضب كونتيانوس وهددها واعادها الى سجنها المظلم حيث اخذت تطلب من يسوع نعمة الثبات في محبته.

وفي الغد اعادها كونتيانوس الى مجلسه وأخذ يلاطفها ويقول: هل رجعتِ عن عنادك وفكّرتِ في خلاصك؟… فأجابت: إنّ خلاصي هو المسيح ربّي.

فلمّا رأى كونتيانوس ان لا سبيل الى اقناعها، اراد ان يشفي غليله منها، فأمر بقطع ثديَيها، فتفجرت دماؤها وهي معتصمة بالصبر على أمرّ الاوجاع. فأعادها الى السجن وفي منتصف الليل ظهر لها القديس بطرس بهيئة شيخ حكيم عزّاها وشفاها باسم الرب يسوع. وسطع في السجن نور سماوي بهر الحراس فهربوا مذعورين.

وعرف كونتيانوس بشفائها، فتمزّق من الغيظ وأمر بان يجرجروها على قطع من خزف وجمر بذلك اسلمت روحها بيدي الله سنة 254.

واجرى الله على يدها آيات كثيرة. وكان الجميع حتى اليهود يتزاحمون على طلب شفاعتها. أما كونتيانوس، فبعد ايام، جنحت به مركبته وغرق في النهر واختفى.

5 فبراير 2024

راديو مريم - البث المباشر


This will close in 20 seconds