قد كتب سيرة هذا الناسك القديس بفنوتيوس، تلميذ القديس انطونيوس الكبير، فقال:” خرجت يوماً الى برية تيبايس، مفتقداً ومسترشداً نساكها. فسرت اياماً الى ان ظهر امامي شيخ لا ستر عليه سوى شعره يغطي جسمه، ولخوفي منه، صعدت الى تل هناك. فتبعني، لكنه لم يتمكن من الصعود الى التل لانهزاله. فناداني:

” لا تخف فأنا انسان نظيرك، انزل”. فنزلت وسألته من هو وما شأنه؟ فقال:” ان عناية الله ارسلتك الي. اسمي انوفوريوس ولي في هذه البرية سبعون سنة. وقد كنت راهباً في تيبايس. استأذنت الرئيس وجئت هذه البرية فقادني الرب الى ناسك شيخ آواني في قليِّته. ثم قادني الى مغارة هناك، بجانبها شجرة بلح، وقال لي: هذا هو المنزل الذي اعده الله لك، فعشت هناك اتحمل الضيقات والمشاق من حر وبرد وعري وجوع وعطش. اقتات من ثمار النخلة وعشب الارض”.

ثم قضيا ليلتهما بمناجاة الله وفي الغد اخذ بالصلاة والتسبيح وخرّ بوَجهه على الارض واسلم روحه بيد الله سنة 402. صلاته معنا. آمين.

12 يونيو 2024

راديو مريم - البث المباشر


This will close in 20 seconds