بقلم الأب رأفت أبو نصر
خبر الكثيرون في المسيحية، حضور السيد المسيح، وعاشوا خبرة فرح ورجاء، بل فرح الوجود، وليس ثمة مجال للإنكار بعد أن أصبح يسوع وفرحه قوة تغيير، وهي ابدًا حاضرة، وأبدًا فاعلة في الفرح والحرية.
فرح وحرية لا مساومة فيهما، ولا خلاف عليهما. إنّه السيد المسيح الحاضر دائمًا. يسوع السلام قاهر الموت وكلّ موت وحزن.
مهما تلبدت السماء في قلب الإنسان، كان هناك دائما شعاع شمس يعطي الدفء، وزاوية من السماء الزرقاء يقوم فيها السيد المسيح الذي يقوينا ” تكفيك نعمتي، ففي الضعف تكمل قوتي” 2 كور 9/12.
لذا علينا أن نتقبل الألم في حبّ، دون تمرد ودون بغض. فالجميع يحملون صلبانهم، ويسوع نفسه لم يشأ أن يرفض صليبه. حتى عندما كان الألم يشُلنا، علَنا نحتفظ بثقتنا بالله، كي نحبَه ونشكره.
١- انتهى زمن الاختفاء وبدأ زمن الظهور:
إيماني يكبر ويتدعم. ففي الوقت الذي تفتّح فيَ حبّ الله في هذا الوقت عينه شعرت بالحاجة الملحَة إلى مشاركة الآخرين لي في الله.
ذلك اللقاء الرائع، كنتُ أريد أن أشرك فيه الجميع. كنتُ أريد أن أقول وأصرخ: إن الله يحبّ جميع الناس، حتى أكثرهم صغارة وفقراً وبؤسًا. فكان عليَ أن أرسّخ الرجاء الذي ولد في قلبي، لأنه بدّلني وحوّلني، ولأنه أعطاني حرية مطلقة، حرية لم يعد بوسع أي شيء أو أي إنسان، أن ينزعها مني.
انطلاقًا مما تقدّم أصيح بعال الصوت ” لقد أصبحت مجنوناً بيسوع”. ليرجع الكلّ إلى يسوع، وليطفو العالم كلَّه بالجنون بمحبّه يسوع، جنون حبّ الله الذي يجعل البشر أحراراً.
إن الله لا يقتلع الإنسان من تربته. فهو يريدنا حيث وضعنا. إن الربَّ ينتظرك فورًا في الطريق. فالمؤمن العاديّ، بفضل نعمة العماد، مرتبط بالكنيسة، بصلاته وشهادته. وإن العماد ليجعل منّا، بمعنى ما، شعبًا كهنوتيًا. فلن أكون إذن كاهنًا، بل شاهدًا حيثما تسنّى لي، شاهدًا لحبِّ الله ولحرية الله.
2- الميلاد يبشِر بالفرح دائماً:
هذا الطريق الجديد المرسوم أمامي، كانت الصلاة هي في الحقيقة رفيقة دربي في كل لحظة. فلا بدَ لنا من الصلاة إلى الله دون انقطاع. لأن الصلاة هي السلاح الرئيسي الذي سيمكنني من تخطي العقبات. إن الصلاة الصادقة النابعة من أعماق القلب، تنال دوماً سؤالها… إلا أن الله يجيبنا ببطء أبديّ.
ها نحن على عتبة عيد الميلاد المجيد، ميلاد ملك اختار المذود على البرفير، ملك له كلّ المجد والمُلك، ملك وهبنا السلام منذ لحظة ولادته إلى موته ثم قيامته المجيدة. لذا يترتب عليَ اليوم أن أبشّر الناس بالمسيح المولود، وبالمسيح قاهر الموت، بالصلاة والشهادة. وإن تلك الحقيقة سمعَتها أذنيَ ورأتها عينيَّ: إنه حقًا الطفل يسوع ” المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسّرة”. إنه حقًا حيّ! “أحبّوا يعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا”. المسيح ُولد فمجدوه، الله حيّ، الله حبّ، الله رحمة.
ونتيجة لذلك فقد فهمت خلال لقائي الربّ يسوع وانقلبت حياتي بأن الإنسان إنمّا خلق للحرية. وأنا اليوم أشهد لذلك…..
المعادلة بسيطة جدًا، واحد+ واحد = اثنين، أي محبة الله + موافقة مريم = بدء الرحمة الالهية وخلاص البشرية.
مريم بطاعتها الى بشرى الملاك وخضوعها للامر الالهي، ألغت رفض وتمرد حواء الاولى في الفردوس، فيقول عنها بولس الرسول أنها حواء الجديدة، التي مع آدم الجديد وهو السيد المسيح، أعطت حياةً جديدة للعالم.
هذا العالم الذي أغوتهُ الضغينة والشهوة وحبُّ المال والشهرة، وأعياهُ القتل والتدمير والإجرام؛ لا زال فيه أُناسٌ يُصلّونَ بقلوبٍ موجوعةٍ طالبة إلى الله: السلام والمحبّة في قلوب البشر.
ختامًا
اوصانا الله الا نقتل فزاد القتل قتلا
اوصانا الله الا نسرق فزاد الفساد فسادا
اوصانا الله الا نزني فزنينا واغتصبنا واغتصبنا
اوصانا الا تشتهي ما ليس لنا فحقدنا وحسدنا
اوصانا الله الا نشهد زورا فكانت كل حياتنا زور
اوصانا الله ألا نكذب فكذبنا على أنفسنا أولاً
اوصانا الا نعبد الا هو والا نحب سواه فكم من الهة عبدنا
اوصانا ان نكرم ابائنا وامهاتنا فكنا اولى الغاضبين لهم
اوصانا ان نحفظ يوم الرب فكم من ايام حفظناها ونسينا الله
اوصانا واوصانا واوصانا ونحن نعصي ونعصي ونعصي
فكم انت قوي ايها الانسان
كي تتحدى خالق الكون
ونسأل بعد كل ما اقترفناه لماذا ؟؟
واين انت يا الله ؟
” ﻳﺎ ﻳﺴﻮﻉ ﻟﺴﺖ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺤﺐ ﺃﻳﻀﺎً، ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺤﺪﻩ ﻏﻴﺮﻙ… ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺤﻮِّﻟﻨﻲ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻲ ﺇﻟﻴﻚ” (ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﺔ ﺗﻴﺮﻳﺰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﺴﻮﻉ).
كل عام وانتم بخير